الراي نيوز -  آرام المصري 

قال الخبير السياسي الدكتور فواز أبو تايه إن تداعيات سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تحمل أبعادًا محلية وإقليمية ودولية معقدة.
وأضاف أبو تايه في تصريح لـرم أنه وللوهلة الأولى توقفت كاميرات العالم ذهولا أمام مشاهد السجناء الذين لا يستطيع وصف حالتهم أي محلل أو سياسي نتيجة الإعتداء عليهم من قبل عصابات مجرمة كانت وظيفتها تعذيب البشر.
ولفت إلى أن سقوط الأسد كشف النظام الطائفي القذر الذي كان مُتبع طيلة الـ 60 عامًا من حكمه للحاضرة السورية التي وجدت الثورة وسيلة وليس غاية وجعلت من السياسة الأمريكية تعيد النظر في تقييم استراتيجيتها في المنطقة بعد عودة الروسي والإيراني خطوة للوراء في سوريا وصلاحية بعض الأنظمة العربية التي يؤكد المشهد خروجها من الخدمة ولم تعد صالحة للإستهلاك السياسي.
وتابع أبو تايه أن سرعان ما بدأت تظهر ملامح المشهد من خلال الدولة التركية والتي تعتبر وجود الجماعات الكردية المسلحة مثل "وحدات حماية الشعب" تهديدًا لأمنها القومي نظرًا لارتباط هذه الجماعات بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.
وأوضح أن تركيا نفذت عمليات عسكرية في شمال سوريا مثل "درع الفرات"، "غصن الزيتون"، و"نبع السلام" لإنشاء "منطقة آمنة" على حدودها الجنوبية أخذين بعين الإعتبار أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، حيث يتجاوز عددهم 3.5 مليون لاجىء، مما يُشكل تحديًا اقتصاديًا وإجتماعيًا داخليًا لأنقرة.
ونتيجة لذلك سعت الحكومة التركية لإنشاء مناطق آمنة في سوريا لتمكين اللاجئين من العودة الطوعية حيث قدم الأتراك الدعم للمعارضة السورية كما قامت بقطع علاقاتها مع النظام إلا أنه وفي السنوات الأخيرة ظهرت إشارات على وجود محاولات لإعادة الحوار بين أنقرة ودمشق بواسطة روسيا وإيران لتحقيق الإستقرار وتأمين المصالح التركية إلا أنها باءت بالفشل، وفقًا لأبو تايه.
ولفت إلى أن نتاج المرحلة على الداخل التركي كانت استمرار النزاع المسلح داخل سوريا والضغط الداخلي على الحزب الحاكم بسبب قضية اللاجئين بالإضافة إلى صعوبة تحقيق توافق وحلول سياسية مع النظام السوري. 
وأوضح أبو تايه أن الرؤية التركية تجاه سوريا تمثل مزيجًا من الأهداف الأمنية والإنسانية والجيوسياسية ما يجعلها واحدة من أبرز الأطراف الفاعلة في إسقاط نظام الأسد. 
وتابع أن الطوفان جاء ليؤكد رؤية المطبخ السياسي التركي الذي أقنع الروس والإيرانيين بأن زوال الأسد لا محالة وعمره السياسي انتهى، وجعلهم أمام خيارين إما فرض التغيير أو سيفرض عليهم هذا التغيير، مؤكدًا نجاح الأتراك وفشل بعض الأنظمة العربية من إعادة تأهيل ديكتاتوركانت وظيفته إدارة سجون الموت وصناعة الكبتاجون.
وحول مستقبل سوريا، لفت أبو تايه أن سوريا قادمة كدولة نموذجية في المنطقة طوعًا أو كُرهًا ستنجح التجربة، مُشيرًا إلى أن السيناريو القادم هي دولة موحدة في إطار فيدرالية داخلية يراعى فيها الخصوصيات الإقليمة سواء الاقليم الشمالي الشرقي ذو الكثافة الكردية والاقليم الساحلي ذو الكثاقة العلوية والأقليم الوسطي ذو الكثافة السنية.